المصادر السبعة
لفرصة الابتكار
من الممكن أن يأتي الابتكار
من أي شخص وأي مكان، فهو ليس محصورًا داخل الزوايا الأربع للمختبر، ولا هو في
مقدمة جدول المخترع،كما أنه ليس حكرًا داخل العقول التي تتعلم داخل الجامعات وتحمل
درجات أكاديمية عالية، فمن الممكن أن يظهر الابتكار عند أي شخص، وفي أي مكان،
فللابتكار سبعة مصادر مختلفة:
1.
المصدر غير المتوقع: أحيانًا، تأتي
الفكرة التي تولّد الابتكار من نجاح أو فشل أو ظواهر مصدرها خارجي غير متوقعة،
فمثلًا اكتشاف الميكروويف الذي قاد إلى اختراع آلة من نفس الاسم التي ابتكرت عملية
طبخ الطعام وإعادة تسخينه، كان بسبب غير متوقع، عندما لاحظ المهندس بيرسي سبنسر
أنّ أصابع الشيكولاتة في جيبه تنصهر أثناء عمله على جهاز رادار نشط.
كذلك مادة النايلون تم
إنتاجها من فشل غير متوقع؛ عندما نسي الباحث من دوبنت Dupont أداء واجبه في العمل فترك
الحرّاقات متوقدة في أثناء بحثه عن مادة البوليمرات.المصدر المتعارض: تظهر الابتكارات أحيانًا ما
بين الواقع لما يفترض أن تكون عليه الفكرة، وواقع صناعة المنتج. وكمثال على هذا، ظهرت فكرة الأعمال المبتكرة للتأمين
الصحي الخاص وسط واقعين: الواقع بتزايد تكلفة الرعاية الصحية باستمرار، وواقع أنّ
أغلب الناس لم يدخروا ما يكفيهم من المال تحسبًا لأي طارئ طبي.
2.
الحاجة للعملية: هناك أوقات يظهر
فيها الابتكار عندما يرى شخص ما أنّ جزءًا محدّدًا من العملية يمكن تحسينه، فإيجاد
هذه “الحلقة الضعيفة” في أي عملية هو مصدر للابتكار. كمثال على هذا: ما حدث عندما
أدرك بولارويد أنّ المهمة البطيئة والشاقة لالتقاط الصور وتطويرها كانت” الحلقة
الضعيفة” في صناعة التصوير التي حررت نموذج بولارويد 95 ، والتي تختصر عملية
التصوير الطويلة إلى بضع ثوانٍ.
3.
التغيير: تُعد أي صناعة
حية وجيدة، مادامت تتسم بالديناميكية، سواء كانت بسيطة أو جذرية؛ فذلك يوقد نيران
الابتكار. فعندما بدأ إنتاج شامل للسيارات في أنحاء العالم، ابتكر اليابانيون
هوندا، وتويوتا بكفاءة في توفير الوقود وقطع مسافات أكثر من أي منافس؛ ما قادها
لتصبح من أكبر مصنّعي السيارات.
4.
العامل الديموغرافي: إنّ التحولات
في الثقافة الشعبية تتسم بالسرعة وسهولة التنبؤ بها. فمثلًا، ظهور أنماط مختلفة من
الأزياء استوحتها العقول المبتكرة لمصممي الأزياء، وغيرهم من الأيقونات الرائدة
التي تؤثر على الثقافة الشعبية فتقود صناعة الأزياء إلى ابتكارات، من الجينز
الفضفاض إلى الضيق، ومن أحذية ماركة أكسفورد إلى الأحذية الرياضية.
5.
التصور: يمكن للابتكار
أن يُنتج عندما يُسْتَخدم التصوّر، فستيف جوبز؛ مؤسس آبل، كان قادرًا على إشعال
هذه المنافسة، عندما غير تصورات الناس ومفاهيمهم نحو امتلاك أجهزة الكمبيوتر من
كونها مكلفة، وضخمة، ومعقدة إلى أجهزة رخيصة وصغيرة الحجم، وسهلة الاستخدام،عندما
أطلق آبل1 ، والذي مهدًا الطريق إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والتابلت، والهواتف
المحمولة، التي بين أيدينا اليوم.
6.
المعرفة: يرتبط
الابتكار باكتشاف المعارف الجديدة، مثلما دمج الأخوين رايت المعارف الخاصة بمحرك
الغاز والديناميكية الهوائية لإنشاء أول مركبة قادرة على الطيران.
7.
الابتكار ذو الهدف: فهو منهجي،
ويبدأ بتحليل الفرص ؛ إذ يجب أن يكون تصوّريًا وحسّيًا، لكن بسيطًا ومركزًا في
التصوّر؛ أي يبدأ بشرارة صغيرة وما يلبث أن ينتهي بإنجاز.
ممارسات ريادة الأعمال
هناك اختلاف كبير بين رجل
الأعمال العادي وبين رائد الأعمال الذي يعتمد على التصوّر وأخذ المبادرة، فالأعمال
الصغيرة التي تتبع اتجاهات راسخة ليست ريادة أعمال، وكذلك العمل المكرّر ليس ريادة
أعمال.
ليست هناك تعليقات:
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.